حــريــة الــمــمــارســة الــديــنــيــة
حرية الدين والمعتقد مكفولةٌ في ألمانيا بموجب القانون الأساسي. تنص المادة 4 من الدستور على أنه "لا تُنتهك حرية العقيدة وحرية الضمير، ولا حرية اعتناق أي عقيدة دينية أو فلسفية". وهذا يشمل حرية إظهار وممارسة الشعائر الدينية أو كذلك اختيار عدم اعتناق أي دين. يتسم المشهدُ الدينيُّ في ألمانيا بتزايد التعددية والعلمنة. ينتمي حوالي 51 في المئة من السكان الألمان إلى إحدى الطائفتين المسيحيتين الرئيسيتين، المنظمتين في 27 أبرشيةٍ كاثوليكية، ومؤتمر الأساقفة الألمان، وكذلك الكنائس الإنجيلية الإقليمية، والكنيسة الإنجيلية في ألمانيا كمنظمةٍ جامعة. الكنيسة الكاثوليكية، التي تضم أكثر من 21 مليون عضو في 9,900 تجمُّع، هي جزءٌ من الكنيسة العالمية، حيث يترأس البابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. والكنيسة الإنجيلية في ألمانيا هي مجتمع يضم 20 كنيسة إنجيلية إقليمية مستقلة للطوائف اللوثرية والإصلاحية والمتحدة. وتضم، بما لديها من 20 مليون عضوٍ تقريبًا، الجزءَ الأكبر من المسيحيين الإنجيليين. وحوالي 41 في المئة من السكان لا ينتمون إلى أيِّ طائفة.
مكانةٌ متنامية للإسلام
تسمو مكانةُ الإسلام في الحياة الدينية بفضل الهجرة. يُقدَّر عددُ المسلمين المنتسبين إلى 50 دولةٍ في ألمانيا بحوالي 5.3 إلى 5.6 ملايين، لكن لا يتوفَّر تعيينٌ مركزيٌّ واضحٌ للعدد. وأخذت تجمُّعاتٌ إسلامية كبرى تتشكَّل في العديد من المدن. ومع تأسيس مؤتمر الإسلام الألماني منذ العام 2006 ، بات هناك إطارٌ رسميٌّ للتبادل بين الدولة والمسلمين. وتوجد في هذا الصدد برامج تدريبية للأئمة في الجامعات الألمانية، ترغب الحكومة الاتحادية في مواصلة توسيعها.
تعود الحياةُ اليهودية، التي دُمرِّت بالكامل بعد الهولوكوست، لتترسَّخ بقوة في ألمانيا مرةً أخرى. يعيشُ في ألمانيا اليوم حوالي 225,000 يهوديّ. ينتظم حوالي 92,000 منهم في حوالي 100 جاليةٍ يهودية، تُبرز طيفًا دينيًا واسعًا ويمثلها المجلس المركزي ليهود ألمانيا، والذي تأسَّس في العام 1950.
الشراكات بين الدولة والمجتمعات الدينية
لا توجد في ألمانيا كنيسةٌ رسمية. تتعاون الدولةُ والمجتمعاتُ الدينية على أساسٍ من الشراكة. وتساهم الدولةُ في تمويل رياض الأطفال والمدارس التي تديرها المجتمعاتُ الدينية. وتفرض الكنائسُ ضريبةً للكنيسة، تجمعها الدولةُ لتمويل الخدمات الاجتماعية. ويلزم على المدارس أن تُقدِّم الدينَ كمادةٍ دارسية عادية، وينطبقُ هذا في برلين وبريمن على نطاقٍ محدود. يشهد تدريسُ الدين الإسلاميّ توسُّعًا. ومن أجل التمكُّن من تقديم التعليم الديني للأطفال والشباب المسلمين، الذين يذهبون إلى المدرسة في ألمانيا، يتلَّقى معلّمون إضافيون تأهيلاً في هذا الصدد.