مــشــاركــة مــتــنــوعــة
تحظى الأحزاب السياسية بأهمية مركزية وبمكانة متميزة في النظام السياسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية. وتنص المادة 21 من الدستور (القانون الأساسي) على أن «الأحزاب السياسية تلعب دورا في تشكيل الإرادة الشعبية». وهذا يسير جنبا إلى جنب مع الالتزام بالمبادئ الديمقراطية في داخل الحزب: يتم انتخاب رؤساء الأحزاب والقيادات والمجالس والمرشحين عبر انتخابات ديمقراطية سرية، من خلال مؤتمرات الأحزاب التي تتم بمشاركة مندوبين يمثلون القاعدة الشعبية الواسعة للأحزاب. ولتعزيز الديمقراطية في السياسة الداخلية ضمن الأحزاب، عمدت الأحزاب مؤخرا إلى استشارة واستفتاء أعضائها بشكل مباشر لدى اتخاذ القرارات الحاسمة.
يمكن للمواطنين المشاركة بشكل فعال ضمن الأحزاب. ما يسمى حق الانتخاب السلبي يتيح إمكانية الانتخاب لشغل مناصب سياسية. ويجب على أي شخص يريد دخول عضوية البوندستاغ أن يكون في عمر 18 عاما على الأقل، وأن يحمل الجنسية الألمانية. ويكون النواب في أغلب الأحوال من المنتسبين إلى الأحزاب السياسية، إلا أن هذا الانتماء لا يعد بأي حال من الأحوال شرطا للانتخاب.
كل مواطن يحق له الانتخاب في ألمانيا لديه إمكانية التأثير في التوجهات السياسية للبلاد من خلال الممارسة الإيجابية لحق الانتخاب. في انتخابات البوندستاغ يحق من حيث المبدأ لكل ألماني اعتبارا من سن 18 سنة المشاركة، وفي الانتخابات المحلية يحق أيضا لمواطني دول الاتحاد الأوروبي المقيمين المشاركة بأصواتهم.
نسبة المشاركة في انتخابات البوندستاغ تميل حاليا إلى التراجع. بينما كانت نسبة المشاركة في الانتخابات خلال السبعينيات والثمانينيات مرتفعة بشكل دائم، ووصلت إلى أعلى مستوياتها (91,1 في المائة في 1972)، وصلت نسبة المشاركة في انتخابات البوندستاغ في 2017 إلى 76,2 وفي 2021 إلى 76,6 في المائة. وقد كانت الزيادة الأكبر على الإطلاق في عدد الناخبين في العام 2021، حيث بلغت 3,9 في المائة، وكانت من نصيب أبناء 21 حتى 29 عاما.
المشاركة السياسية خارج إطار الانتخابات
ومع ذلك، فإن فرص المشاركة في مجموعات مبادرات المجتمع المدني أو المنظمات غير الحكومية غالبا ما تكون أكثر جاذبية للشباب. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ذات أهمية متزايدة كمنصة لأشكال التعبير والعمل السياسي. ويشارك المواطنون أيضًا في العملية السياسية من خلال إجراءات ديمقراطية مباشرة مثل الاستفتاءات. في السنوات الأخيرة، تم ممارسة واستخدام فرص الديمقراطية المباشرة بشكل متزايد في الولايات والبلديات.
كما تتزايد أهمية ما يسمى بمجالس المواطنين من أجل إشراك المواطنين في صنع القرار. وتتعامل هذه المجالس عادة مع قضايا محددة، وتضع توصيات للعمل السياسي. تسعى الحكومات والأحزاب أيضًا إلى التحدث إلى الناس. كما بدأت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك حوارات مع المواطنين لتطوير "استراتيجية الأمن القومي" الأولية.