مزيد من المشاركة من خلال التجنيس

التجنيس يفتح آفاقا جديدة في ألمانيا: فهو يتيح على سبيل المثال الانتخاب على كافة المستويات السياسية أو حتى الترشح إلى شغل المناصب. ومن خلال جواز السفر الألماني تتاح فرصة التنقل والعمل بحرية في بلدان الاتحاد الأوروبي، وكذلك السفر إلى كثير من البلدان غير الأوروبية، دون الحاجة إلى تأشيرة الدخول «الفيزا». ولكن من أجل الحصول على الجنسية الألمانية يجب توفر مجموعة من الشروط. الإصلاح الذي تم إقراره في العام 2024 سوف يسهل عملية التجنيس، إلا أنه يفرض أيضا متطلبات وشروط للحصول على الجنسية الألمانية. من هذه الشروط الالتزام الواضح والصريح بالقيم التي نص عليها الدستور الألماني. 

تنص الإصلاحات على إمكانية حصول المهاجرين على جواز السفر الألماني بعد خمس سنوات من الإقامة في ألمانيا. كانت هذه المدة قبل الآن ثمان سنوات. ومن بين الشروط أيضا أن يكون المرء قادرا على إعالة نفسه دون الحاجة إلى مصادر المساعدة الحكومية. في حال كان الأداء المدرسي جيدا، أو في حال التمتع بمهارات لغوية جيدة أو المشاركة في الأعمال التطوعية، يصبح من الممكن الحصول على الجنسية الألمانية بعد ثلاث سنوات فقط. 

من يريد الحصول على جواز السفر الألماني يتوجب عليه أيضا اجتياز امتحان الجنسية بنجاح. وتدور الأسئلة في هذا الامتحان حول النظام القانوني والاجتماعي وحول ظروف المعيشة في ألمانيا. ومن الشروط الأخرى معرفة اللغة الألمانية بالقدر الكافي، وعدم ارتكاب أية جرائم جنائية، إضافة إلى الالتزام «بالنظام الأساسي لقيم الحرية والديمقراطية لجمهورية ألمانيا الاتحادية». 

أي شخص يتصرف بشكل عنصري أو معاد للسامية لن يحصل على الجنسية الألمانية، تحت أي ظرف من الظروف. أيضا يتم الاستبعاد من التجنيس في حال الزواج التعددي أو عدم مراعاة المساواة في الحقوق. 

الإصلاح الذي تم في 2024 يتيح من حيث المبدأ حمل جنسية بلد آخر، إلى جانب الجنسية الألمانية. وقد بررت الحكومة الاتحادية تبني هذه القاعدة الجديدة بالقول أن العديد من المهاجرين يشعرون بأنهم ألمان، إلا أنهم لا يريدون قطع العلاقات تماما مع بلدانهم الأصلية. 

يحصل الأطفال المولودون في ألمانيا لأبوين أجنبيين على الجنسية الألمانية تلقائيًا، ويمكنهم الاحتفاظ بجنسية والديهم، إذا كان أحد الوالدين على الأقل يعيش بشكل قانوني في ألمانيا لأكثر من خمس سنوات ويتمتع بحق الإقامة الدائمة. 

أي شخص جاء إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية كعامل ضيف، أو كعامل متعاقد في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة، يتوجب عليه فقط إثبات المعرفة الشفهية باللغة الألمانية من أجل الحصول على الجنسية. إضافة إلى ذلك لم يعد اختبار الحصول على الجنسية مطلوبا من الأشخاص من هاتين الفئتين. بهذا يتم الاعتراف بإنجازات حياتهم في ألمانيا. وكان يشار إلى المهاجرين الذين حضروا للعمل بشكل أساسي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بسبب نقص العمالة باسم «العمال الضيوف». كثير منهم جاؤوا من تركيا.