الصناعة في ألمانيا
تعتمد القوة الاقتصادية لألمانيا اعتمادًا مفصليًا على أداء صناعتها وقدرتها على الابتكار، بجانب اعتمادها على الشركات متوسطة الحجم. وتعتبر صناعة السيارات، على وجه الخصوص، والتي يعمل بها حوالي 800,000 موظف، تخصصًا استعراضيًا لشعار "صُنع في ألمانيا". فهي أيضًا واحدةٌ من الرواد العالميين في التحوُّل إلى التنقُّل المستدام بما لديها من العلامات التجارية الست الكبرى فولكس فاجن وبي إم دبليو ودايملر وعلامات فولكس فاجن التجارية أودي وبورشه وكذلك أوبل (ستيلانتس() ولضمان قدرتها التنافسية، تستثمر الشركاتُ الألمانية المليارات في البحث والتطوير. وتُشكِّل المحركات الكهربائية والربط الشبكي الرقمي والقيادة بمساعدة أو القيادة الذاتية الاتجاهات الرئيسية في مجال التنقُّل بالسيارات. تُنتَج اثنتان من بين كل ثلاث سيارات لدى الشركات الألمانية المُصنعة في مصانع في الخارج. وتشمل الفروع القوية للاقتصاد الألماني تقليديًا كذلك الشركات العالمية في صناعة الكيماويات وفي هندسة المنشآت والماكينات. تعتبر شركة المُؤسَّسة في العام 1865 (BASF) باسف وتتخذ من لودفيجزهافن مقرًا رئيسيًا لها، أكبر شركةٍ كيميائية في العالم بحوالي 118,000 موظف في 366 موقع إنتاج في أكثر من 90 دولة. الشركةُ الألمانية الرائدة في مجال هندسة المنشآت والماكينات تتمتع كذلك بالريادة العالمية في القطاع المحوريّ للهندسة الكهربائية وصناعة الإلكترونيات: سيمنز هي شركةٌ عالميةٌ نشطةٌ في أكثر من 200 دولة مع حلولٍ تطبيقية عالية الابتكار، من التنقُّل إلى الطاقات المتجددة.
المراكز الاقتصادية في ألمانيا
المراكز الاقتصادية الأهم في ألمانيا هي المناطق الحضرية الكبيرة مثل منطقة الرور، والمناطق الحضرية الكبيرة في ميونيخ وشتوتغارت (التكنولوجيا الحديثة، وهندسة السيارات)، ومنطقة راين نيكار (المواد الكيميائية، وتكنولوجيا المعلومات)، ومنطقة فرانكفورت أم ماين (الماليات)، ومنطقة نورنبرغ (الصناعة، والخدمات)، ومنطقة كولن وهامبورغ (الموانئ، وصناعة الطائرات، ووسائل الإعلام). ولقد تكوَّنت مراكز للتكنولوجيا الحديثة عالية الكفاءة في شرقيّ ألمانيا، وخاصةً "مناطق المنارات" في دريسدن، ويينا، ولايبزيغ، وليونا، وبرلين-براندنبورغ. احتلت شركاتُ السيارات ريادة الترتيب في قائمة أكبر الشركات الألمانية مُقاسةً بأحجام المبيعات في العام 2021 : احتلت فولكس فاجن المركزَ الأول، وجاءت مجموعة مرسيدس بنز ومجموعة بي إم دبليو في المركزين الثالث والخامس. يطغى اقتصادُ الخدمات كذلك بقوة ليشكِّل وجهَ ألمانيا كموقعٍ صناعيّ. 80 في المئة تقريبًا من الشركات تنشط في هذا القطاع، وتولِّد ما يقرب من 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وتوفِّر ثلاثة أرباع الوظائف، وهذا يعادل حوالي 30 مليون موظف.
في الطريق إلى الثورة الصناعية الرابعة
تعتبر ألمانيا من أهم الدول الصناعية في العالم. تتخصص الشركات في تطوير السلع المُعقَّدة وإنتاجها، وخاصةً السلع الاستثمارية وتقنيات الإنتاج المبتكرة. وتعد القدرة الابتكارية للاقتصاد بمثابة الباعث الرئيسيّ وراء القوة الاقتصادية. تُظهر هنا جهودٌ مُكثَّفة في مجال البحث والتطوير نتائج إيجابية للغاية. وتُعطي استراتيجيةُ التكنولوجيا الحديثة للحكومة الاتحادية قوة دفعٍ حاسمة في هذا الصدد. لذا أُسست من أجل ذلك الوكالة الاتحادية للابتكارات المُدمِّرة (شبرين ديه ش.ذ.م.م، 2019) والوكالة الألمانية للنقل والابتكار (داتي، 2021 ). لقد أُنفقت ألمانيا ما مجموعه 106 مليارات يورو على البحث والتطوير في العام 2020 ، وهو ما يمثل أكثر من ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وهو رقمٌ أعلى بكثير من متوسط منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي البالغ 2.4 في المئة.