بـــلاد الـــتـــنـــوع

وتبلغ مساحتُها حوالي 358,000 كم مربع، وهي رابع أكبر دولة في بعد فرنسا وإسبانيا والسويد. بدءًا من بحر الشمال )EU( الاتحاد الأوروبي وبحر البلطيق إلى جبال الألب في الجنوب، تنقسم ألمانيا جغرافيًا إلى السهول المنخفضة في شمال ألمانيا بالتناوب مع سلاسل الجبال الوسطى وسلاسل الجبال المنخفضة جنوب غرب ألمانيا وسفوح جبال الألب الألمانية الجنوبية وجبال الألب البافارية. تبلغ أطول مسافة من الشمال إلى الجنوب 876 كيلومترًا، ومن الشرق إلى الغرب 640 كيلومترًا.

تُعد ألمانيا واحدةً من الدول الأعلى في مستوى المعيشة في العالم. يضع مؤشر الأمم المتحدة لعام 2021 ألمانيا )HDI( للتنمية البشرية في المرتبة التاسعة من بين 191 دولةً على مستوى العالم. يقطنُ بها أكثرُ من 83 مليون نسمة، وبالتالي فهي الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الاتحاد الأوروبي وواحدةٌ من أكثر البلدان كثافةً سكانية؛ يعيش حوالي 77 في المئة من السكان في مناطق مكتظة بالسكان أو معتدلة. ويعيش حوالي 30 في المئة من السكان في المدن الكبيرة، التي يزيد عددُ سكانها عن 100,000 نسمة، وتضم ألمانيا 80 مدينةً من هذا النوع. تتمتع المدن أيضًا بقوة جذب كبيرة للسياحة؛ تجذب برلين على وجه الخصوص العديدَ من الأشخاص وتواصل تسجيل أرقامٍ قياسية جديدة في أعداد السائحين. تحتل المدينة الكبيرة والبالغ عدد سكانها 3.8 مليون شخص، بحسب مقارنة أوروبية،المركز الثالث بعد لندن وباريس من حيث العدد المطلق للإقامات الليلية.

تلتزم الحكومة الاتحادية بتوفير ظروف معيشية جيدة للأشخاص من جميع الجنسيات في جميع أنحاء ألمانيا، في المدينة والريف على حدٍ ، سواء. منذ إعادة توحيد ألمانيا في العام 1990 تضاءلت الفروق للغاية، خاصةً بين ألمانيا الشرقية والغربية، وتقاربت المستويات المعيشية أكثر فأكثر. يهدف "مركز المستقبل للتحول الأوروبي والوحدة الألمانية" الجديد إلى زيادة تعزيز التماسك بين أفراد المجتمع وإظهار الارتباط الوثيق بين وحدة ألمانيا والديموقراطية في أوروبا.

يُلاحَظ التغيير الديموغرافي بدوره وبشكلٍ خاص في المناطق الريفية والضعيفة هيكليًا، حيث يهاجر إليها عددٌ أقل من مُعدّ ل المهاجرين إلى المدن. تعمل الحكومة الاتحادية على الترويج للمناطق المعنية من خلال حزم مستهدفة من التدابير التي تركز على الوظائف والتنقل والبنية التحتية.

تُحدث الرقمنة والتحول في الطاقة ووسائل الانتقال الجديدة تغييراتٍ عميقة في حياة الأشخاص وتخلق في الوقت ذاته فرصًا جديدة، على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بتوافق أفضل بين العمل والأسرة. لذا تستثمر ألمانيا في معايير حديثة، مثل التنقُّل الذي يغطِّي مساحاتٍ واسعة، ويرتبط مع شبكات النقل، ويناسب الحياة اليومية، ويُقدِّم أسعارًا معقولة، ويتميَّز بصداقة المناخ، والاتصالات السريعة والنطاق العريض، والتوسُّع في الطاقات المتجددة والرعاية الصحية الحديثة.

يعيش أكثرُ من نصف سكان ألمانيا في المناطق الريفية أو في المدن أو المجتمعات الصغيرة. يوفر الريف فرصًا جذابة للحياة والعمل والاسترخاء. تُنتِج المناطق الريفية ما يقرب من نصف الناتج الاقتصادي الألماني. تجذب المدن الألمانية أيضًا الكثيرَ من الأشخاص: يتوفر الكثير من فرص العمل والعديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية، كما تقدم العديد من المدن الألمانية في الوقت ذاته مساحاتٍ خضراء كبيرة بالمعايير الدولية، مثل المتنزهات. يستوي الأمر إن كنتَ في المدينة أم في الريف؛ فألمانيا ملتزمةٌ بتمكين الأشخاص من العيش في أي مكان يريدون، بغض النظر عن دخلهم. وتخصص لذلك المبادرات مثل تسقيف القيمة الإيجارية أو تكثيف الإنشاءات السكنية.

التوق إلى الحياة في المدينة يقابله في الوقت ذاته الحاجة إلى الإقليمية، خاصةً عندما يتعلَّق الأمرُ بالتغذية. تحتل صناعة الأغذية، التي تعتمد على النظام البيئي، مكانةً راسخةً في الزراعة الألمانية. ففي عام 2021 ، أنفق المستهلكون في ألمانيا 15.87 مليار يورو على الأطعمة والمشروبات العضوية. أكثر من 35,000 مزرعة بيولوجية في ألمانيا، واحدةٌ من كل ثمانية مزارع تنتمي إلى هذه الفئة، تزرع 10.8 في المئة من الأراضي الزراعية. تُزرع أكثر من 64 في المئة منها وفقًا لإرشادات جمعيات الزراعة العضوية، ما يقرب من ثلثي الرُّقعة العضوية الألمانية بأكملها. تُدعم المنتجات العضوية بشهادات، وسُجِّل ما يقربُ من 100,000 منتج حتى )Bio-Siegel-Datenbank( في قاعدة بيانات الشهادة العضوية الآن. يصف حوالي 8 ملايين شخص في ألمانيا أنفسهم بأنهم نباتيون؛ ويحيا 1.6 مليون شخصٍ حياةً نباتية صرفة وفقًا لتصريحاتهم الخاصة. المذاق مطلوبٌ أيضًا: هذا ما يرمز إليه 334 مطعمًا في ألمانيا حاصلة على نجمة أو أكثر في دليل ميشلان 2023، أكثر من أيِّ وقتٍ مضى.