الرئاسة الألمانية لمجموعة السبعة الكبار G7 في 2022
تضم مجموعة السبعة الكبار إلى جانب ألمانيا كلا من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة، كما يحضر الاتحاد الأوروبي أيضا كافة الاجتماعات. الحكومة الألمانية الاتحادية تسعى بالتعاون من الشركاء لاتخاذ خطوات واضحة محددة، بغية الوصول إلى عالم أكثر عدالة. وهي تسعى أيضا إلى تعزيز دور مجموعة السبعة الكبار بصفتها "تبني الجسور وتسهم في نشر السلام والأمان".
حرب العدوان الظالمة التي شنتها روسيا على أوكرانيا تلقي بظلالها على فترة الرئاسة الألمانية لمجموعة السبعة الكبار. في هذه اللحظة من الأزمة تلعب بلدان مجموعة السبعة الكبار دورا مهما في الرد على هذه الحرب الروسية العدوانية، وذلك بصفتها مجموعة من الشركاء في القيم والمبادئ، علاوة على كونها ديمقراطيات اقتصادية قوية. وهذا يسري على الدعم السياسي والمالي وعلى المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، وكذلك على إقرار عقوبات رادعة وشاملة على روسيا وروسيا البيضاء.
في ذات الوقت تشكل الرئاسة الألمانية الثالثة لمجموعة السبعة الكبار فرصة كبيرة للحكومة الألمانية الاتحادية للدفع نحو العمل على مواجهة التحديات العالمية الكبيرة، وإيجاد الحلول لها، مثل قضايا التحول المناخي واستقرار الاقتصاد العالمي ومواجهة جائحة كورونا.
ألمانيا وضعت هدفا أساسيا لفترة رئاستها لمجموعة البلدان الصناعية السبع الكبار: "التقدم نحو عالم أكثر عدالة"، وذلك من خلال التركيز على خمسة مجالات رئيسية.
كوكب مستدام
سواء فيما يتعلق بحماية المناخ والبيئة والتنوع الحياتي أو في مواجهة الاحتباس الحراري، تتبنى ألمانيا ضمن برنامجها الرئاسي مبدأ التحول "من الهدف الطموح إلى التطبيق العملي". ومن بين ما تسعى إليه الحكومة الاتحادية استغلال فترة الرئاسة من أجل "دفع الحوار المفتوح والتعاوني مع مجموعة السبعة الكبار باعتبارها الرائدة عالميا، للتوصل إلى ناد عالمي للمناخ، مفتوح ومتاح لجميع البلدان". على أن يكون الهدف من وراء ذلك تسريع عملية تنفيذ بنود معاهدة باريس حول المناخ. هذه المعاهدة الرائدة التي تعود إلى العام 2015 تنص على السعي إلى تقييد الاحتباس الحراري عند مستوى 1,5 درجة مئوية.
التحول والاستقرار الاقتصاديين
"نحن على قناعة تامة وراسخة بإمكانية الجمع والتوفيق بشكل جيد بين التحول البيئي العادل اجتماعيا من جهة والازدهار الاقتصادي من جهة أخرى"، جاء في برنامج الرئاسة الألمانية. ألمانيا تسعى مع الشركاء في مجموعة السبعة الكبار خلال عام 2022 إلى العمل بجدية وبشكل فعال من أجل تعافي الاقتصاد العالمي من تبعات جائحة كورونا. علاوة على ذلك يضم جدول الأعمال على سبيل المثال تعزيز التعددية في التجارة العالمية، أو دعم سلاسل التوريد المستدامة.
الحياة الصحية
الصراع العالمي مع جائحة كورونا سوف يترك بصمات واضحة على فترة الرئاسة الألمانية لمجموعة السبعة الكبار. "تلعب مجموعة السبعة الكبار دورا رياديا بشكل رئيسي فيما يتعلق بالجهود والاستثمارات الرامية إلى محاربة الجائحة، والوقاية من منها ومن مثيلاتها، إضافة إلى تعزيز البنى الصحية الدولية"، حسب الحكومة الاتحادية. ومن بين جهودها مثلا، دعم منصة التلقيح الدولية كوفاكس "Covax"، التي يتم من خلالها تزويد العديد من البلدان في مختلف أنحاء العالم باللقاحات. الهدف أيضا في ذات الوقت هو "تعزيز البنى الصحية العالمية على المدى المتوسط والمدى الطويل".
استثمارات من أجل مستقبل أفضل
تريد ألمانيا دعم التنمية المستدامة. "البلدان النامية والصاعدة في مختلف أنحاء العالم لديها حاجات هائلة لم تتم تغطيتها حتى الآن للاستثمارات، من أجل التحول نحو مجتمعات الاستدامة الحيادية لجهة المناخ"، حسب تأكيدات الحكومة الألمانية الاتحادية. الموجه الأساسي للجهود يجب أن يكون "أجندة 2030" لمنظمة الأمم المتحدة. في عام 2015 وضعت المجموعة الدولية 17 هدفا، منها على سبيل المثال "التخلص من الفقر" و"تحقيق المساواة" و"إجراءات حماية المناخ". بالإضافة إلى ذلك تتطلع ألمانيا إلى تعزيز "دور مجموعة السبعة الكبار في بناء الجسور والوساطة من أجل نشر السلام والأمن في العالم". وحسب قناعة الحكومة الألمانية الاتحادية فإن ديمقراطيات مجموعة السبعة الكبار، ومن خلال قيمها المشتركة يمكنها اتخاذ "المواقف الواضحة والمؤثرة في الأزمات الدولية". والهدف في ذات الوقت هو أيضا وضع "حلول للأزمات والتحديات الدولية" من خلال مبادرات مشتركة.
تضامن متين
"أساس نشاطاتنا وجهودنا هو الالتزام المبدئي بالمجتمعات المنفحة وحقوق الإنسان والدفاع عن الديمقراطيات الحرة"، حسب بيان الحكومة الألمانية حول رئاستها مجموعة السبعة الكبار. كما عقدت العزم أيضا على العمل ضمن إطار مجموعة السبعة الكبار على مواجهة الأخبار المضللة والكاذبة وأيديولوجيات المؤامرة، بشكل حازم. ومن الموضوعات الأساسية الأخرى تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وأبناء الجنس الثالث على المستوى الدولي.
نقطة الذروة في مؤتمر قمة مجموعة السبعة الكبار في حزيران/يونيو
من 26 حتى 28 حزيران/يونيو 2022 يعقد قادة دول وحكومات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبار مؤتمر القمة في إلماو بين أحضان جبال الألب. إلى جانب ذلك، هناك العديد من الاجتماعات واللقاءات المخططة على مستوى الوزراء. بالإضافة إلى ذلك تبحث ألمانيا عن الحوار المباشر مع المجتمع المدني، ولهذا السبب سوف يتم لقاءات الفعاليات الاقتصادية (أعمال 7) والمنظمات غير الحكومية (المجتمع المدني 7)، وعلى مستوى النقابات (عمل 7)، وفي مجالات العلوم (علوم 7)، وصناع الفكر (تفكير 7)، والنساء (النساء 7)، والشباب (شباب 7).