النجاح في الاندماج
تعتبر سياسة الاندماج مجالًا رئيسيًا من مجالات السياسة في ألمانيا، ويُنظَر إليها على أنها مَهمةٌ للمجتمع ككل. صحيحٌ أن الاندماج عرضٌ خدميّ، لكنه أيضًا التزامٌ ببذل جهدٍ شخصيّ. ولا يمكن له أن ينجح إلا كعمليةٍ متآزرة ومتبادلة. يحقُ للأجانب، الذين يعيشون بشكلٍ قانونيّ ودائم على الأراضي الألمانية الحصولَ على دعم ومساعدة الاندماج من الجهات الاتحادية وفقًا لقانون الإقامة. وتفيد هذه الإعانات في تدريس اللغة، والاندماج في التأهيل المهني، والعمل، والتعليم، بالإضافة إلى الاندماج الاجتماعي. والهدف هو إشراكُ الأشخاص في المجتمع وتمكينهم من المشاركة. تُقدَّم دورةُ الاندماج، التي تتكوَّن من دورة لغة ودورة توجيه، كإجراءٍ مركزيّ. وتريدُ الحكومة الاتحادية، فضلاً عما سبق، تقديم المزيد من الدعم لدورات اللغة المهنية. ثمة هدفٌ آخر يلوحُ في أفق الحكومة الاتحادية، ألا وهو زيادة إقبال الشباب الأجانب على التعليم. ثلثُ البالغين الأجانب، الذين تتراوح أعمارُهم بين 20 و 34 عامًا، يظلون دون مؤهلٍ مهنيّ.
أُدرجت الجنسيةُ المزدوجة مع إصلاح قانون الجنسية في العام 2014. بالنسبة لأطفال الوالدين الأجنبييّن، الذين وُلدوا ونشؤوا في ألمانيا بعد العام 1990، تم إلغاء «الخيار الإجباري»: حيث كان لزامًا عليهم في السابق اختيار جنسيةٍ واحدة عند بلوغهم سن 23 عامًا. ومنذ التعديل الآخر في قانون الجنسية في العام 2024 أصبح مسموحا من حيث الأساس للجميع حمل جنسيتين، بعد أن كان ذلك محصورا بجنسيات معينة.
الضمان المالي في التأهيل المهني أو الدراسة
من المفترض أن يحصل المهاجرون الذين يتوقع بقاؤهم في ألمانيا لفترات طويلة فرص التأهيل المهني أو البدء بالعمل بشكل أسرع. لهذا السبب أصدرت الحكومة الاتحادية في العام 2019 قانون دعم التأهيل المهني والتشغيل للأجانب. من لديه فرص جيدة للبقاء في ألمانيا يمكنه الحصول على عمل بشكل أسرع. كما عمل القانون على تحسين شروط تقديم دورات تعلم اللغة وغيرها من عروض وخدمات الاندماج.
العمل التطوعي يلعب أيضا دورا مهما في الاندماج. سواء من خلال العديد من المتطوعين الذين يبذلون الجهود من أجل اللاجئين عبر دورات لغوية وتقديم المساعدة في الحياة اليومية، أو من خلال المهاجرين أنفسهم، الذين يشاركون في الأعمال التطوعية المختلفة.